من معالم الفكر السياسي للامام الصادق عليه السلام

اشارة

المؤلف: محمد باقر الناصري

الناشر : محمد باقر الناصري

طبع في سنة: 1412 ه

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الامام الصادق جعفر بن محمد (ع) هو امتداد لحياء آبائه و أجداده الطاهرين حملة الرسالة الاسلامية و لسانها الناطق وصورتها المعبرة بكل معاني الدقة و التعبير. و مع هذا فقد بات لكل امام سمات عمل و مظاهر تؤشر بعض وجوه التمايز و الاختلاف تبعا للظروف و الاعتبارات الأخري التي لا يمكن تجاهلها عند الدراسة و التقييم. و مهما كانت تلك السمات و المظاهر فانها لا تؤثر علي وحدة الأهداف، و لا تمس بشكل من الأشكال الثوابت والقواعد الأساسية للسياسة الاسلامية. و من هنا فانا نري و بكل وضوح أن المنهج السياسي للامام الصادق (ع) رغم كل ما قيل عنه من تغييره في الاستراتيجية السياسية عما نهجه آباؤه (ع) و الثوار من أعمامه و اخوانه و أهل بيته... و عما قيل من عزوفه في الظاهر عن التحرك السياسي، و عدم تصديه جهارا للثورة و الجهاد و مناهضة الدولتين اللتين عاصرهما الامام الصادق (ع). الأموية في أخطر مراحل صراعها السياسي و أشرس حالاتها و هي تلفظ أنفسها الأخيرة تحت ضربات جملة ثوار و ثورات حسينية و حسنية و عباسية و غيرها... [ صفحه 96] و يومها كانت الدولة الاموية لا تتورع عن ارتكاب أفظع الأعمال وأبشع الجرائم بحق معارضيها من الأفراد و الجماعات و سجلها حافل بالخزي و الجرائم، في مكة و المدينة و العراق و ما جرائم الحجاج و نظائره عنا ببعيد... و يكفينا نص واحد لمعرفة بعض الواقع المأساوي المرير لحالة الشيعة مع الأمويين، كما يحدثنا بذلك ابن أبي الحديد المعتزلي، حيث يقول الامام الباقر (ع) متحدثا عن بعض مظاهر